كيف ينبغي أن تبدو أنظمة التقاعد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الخمسين المقبلة؟

• لقد مر ما يقرب من خمسين عامًا منذ أن تم تقديم أنظمة التأمين الاجتماعي والمعاشات التقاعدية لأول مرة في مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد ازدهرت المنطقة في السنوات الخمسين الأولى من المعاشات التقاعدية، والتي يمكننا الآن أن نطلق عليها "السنوات الذهبية للمعاشات التقاعدية". كان هذا ممكنًا على الرغم من الظروف الاقتصادية وسوق العمل المتقلبة غير المتوقعة، والهيكل المحدود أحادي الركيزة للتأمين الاجتماعي من خلال معاشات التقاعد المحددة المزايا (DB) التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. في دول مجلس التعاون الخليجي، حافظ الاقتصاد النفطي القوي ودورة حياة الصندوق حيث نما تراكم الأصول بشكل أسرع بكثير من عدد العمال المتقاعدين في السنوات الأربعين الأولى، على قدرة صناديق التقاعد العالية على الوفاء بوعودها للمتقاعدين بمصافحة ذهبية.
• في ظل التحديات التي تفرضها الشيخوخة السكانية على النموذج الذي بنيت عليه أنظمة المعاشات التقاعدية، ومع عمل أغلبية السكان في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القطاع غير الرسمي، ومع دفع ملايين الشباب إلى العمل في اقتصاد العمل المؤقت الجديد، ومع كون أكثر من نصف القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي من العمال الوافدين، ومع معاناة أغلب صناديق المعاشات التقاعدية الإقليمية من عجز اكتواري مزمن، فكيف ينبغي لنا أن نصمم أنظمة المعاشات التقاعدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسنوات الخمسين المقبلة؟ وكيف نريد لأطفالنا وأطفالهم أن يتقاعدوا بعد جيل أو جيلين من اليوم؟
•